10 أسئلة وأجوبة حول حساسية الغذاء
تعد الحساسية الغذائية من أكثر الأمراض شيوعًا بين الناس، حيث قدرت إحدى الدراسات نسبة الإصابة بها من 6% إلى 8% بين الأطفال وتنخفض بين البالغين لتصل إلى ما بين 1.5% و 2%. ونظرًا لانتشارها فإن هناك الكثير من الأسئلة التي تطرح حولها، ولذلك فإننا سنجيب على أكثرها شيوعًا.
- ماهي الحساسية؟
- هي حدوث تغيير واستثارة مناعية لبعض الأنسجة والخلايا بعض تعرضها لمواد غريبة، نتيجة لتفاعل مناعي غير عادي يُحدث أعراضًا مرضية.
- ماهي الأغذية المسببة للحساسية؟
- تعد البروتينات من أقوى المواد المسببة للحساسية، فعلى سبيل المثال نجد أن المكون الذي يتحسس منه اللذين يعانون من حساسية الحليب هو نوع معين من البروتين. مما يعني أنه بالإمكان شرب الحليب الذي لا يحتوي على البروتين المسبب للحساسية.
وتقل قوة السكريات كمادة مسببة للحساسية مقارنةً بالبروتينات، أما الدهون باستثناء *الشحوم الفسفورية، فهي من المواد الضعيفة في إحداث الحساسية.
- كيف تحدث الحساسية؟
- تحدث تفاعلات الحساسية عندما يكون هناك تلامس بين مركب أو مادة غريبة، وأنسجة الجسم الحساسة. إما عن طريق الجلد من خلال الملامسة، أو عن طريق الأغشية المخاطية من خلال الاستنشاق، أو عن طريق الدم بعد تناول المادة من خلال الغم وامتصاصها. ويؤدي ذلك إلى إفراز مواد تعمل على ارتخاء الأوعية الدموية وانقباض الألياف العضلية الملساء، وكذلك زيادة إفراز المادة المخاطية. ويمكن ملاحظة هذه التأثيرات بالتشخيص الطبي للحالة، وقد تزيد الانفعالات والعوامل النفسية من تفاعلات الحساسية، لدى بعض الأشخاص.
- هل هناك مضاعفات للحساسية؟
- تؤثر تفاعلات الحساسية الناتجة عن الطعام في أجهزة الجسم المختلفة، وقد تكون شديدة وحادة فتسمى “فرط الحساسية الحاد“. وهي تمثل خطورة على حياة المريض إذا لم يتم إسعافه سريعًا.
حيث يواجه المصاب صعوبة في التنفس نتيجة وجود “وذمة” في الحلق أو القصبة الهوائية، وقد تحدث نوبات ربو شديدة مع هبوط في ضغط الدم وفقدان الوعي، وقد يؤدي ذلك إلى الوفاة لا سمح الله. وقد تكون الأعراض غير حادة ولا تمثل خطورة على حياة المريض.
- ماهي أعراض الحساسية الناتجة عن الطعام؟
- تختلف أعراض الحساسية تبعًا لجهاز الجسم الذي يتعرض لها حسب ما يلي:
الجهاز التنفسي/ التهابات الشعب الهوائية – الربو – التهاب الأذن – سعال مزمن – التهاب الأنف – عطاس – صعوبة في التنفس.
الجلد/ وذمة – إكزيما – بقع والتهابات في الجلد – التهاب الشفاه.
الجهاز الهضمي/ قيء – إسهال – إمساك – غثيان – تضخم في الطحال والكبد – سوء امتصاص – سوء هضم – التهاب الفم – آلام في البطن – نزيف بالقناة الهضمية.
الجهاز العصبي/ صداع – أرق – نعاس – هيوجية.
الجهاز البولي والجهاز التناسلي/ نزيف مع البول – بقع والتهابات داخلية.
الجهاز الدوري/ هبوط في الدورة الدموية.
- كيف نفرق بين الحساسية من الطعام وعدم تحمل الطعام؟
- ينتشر عدم تحمل الطعام بشكل أكبر من الحساسية، وكثيرًا ما يشخص خطأ على أنه حساسية. ويمكن تمييز الحساسية بسرعة ظهور أعراضها، بعكس عدم تحمل الطعام الذي تأخذ أعراضه وقتًا أطول بعد تناول الطعام حتى تظهر.
- كيف نقي أنفسنا من أعراض حساسية الطعام؟
لا بد من إزالة الطعام المسبب للحساسية عند معرفته ومنع المريض من تناوله، لذا فإنه لابد للمرضى أو ذويهم أن يعرفوا الأطعمة المحدثة للحساسية، وقراءة عبوات الأطعمة، لتجنب المحتويات المحتوية عليها.
وعلى سبيل المثال فإنه حين يصاب الطفل بحساسية الحليب البقري، لا بد من إرضاعه من حليب أمه. أما إن كان يتحسس من حليب أمه فسيجب عليها أن تتجنب تناول الأطعمة التي تحدث الحساسية، وقد ظهرت في الأسواق بعض الأغذية للأطفال تحتوي على بروتينات غير بروتينات الحليب، مثل بروتينات الصويا. وعند البدء في إعطاءه الأغذية الصلبة، فإنه ينصح بالبدء بتناول الأطعمة قليلة إحداث الحساسية.
أما بالنسبة للبالغين، فإن حساسية الحليب تتعلق بنوعه غالبًا. حيث وجدت إحدى الدراسات أن 40% من اللذين يعانون من حساسية حليب البقر يمكنهم تناول حليب الماعز بأمان. وقد يعاني البعض من حساسية بعض أنواع البروتينات الغير ثابتة بالحرارة مثل الألبومين والجاما جلوبيولين، وفي هذه الحالة سيتمكن المصاب من تناول الحليب البقري بعد غليه لمدة 15 إلى 30 دقيقة.
وقد يعاني البعض من حساسية القمح، ويظهر هذا النوع بوضوح لدى كبار الأطفال والبالغين بسبب احتواء الخبز ومنتجات الحبوب على القمح. لذلك فإنه لا بد للمصاب ان يعرف الأطعمة التي تحتوي على القمح ومنتجاته، ويستبدلها بمنتجات الأرز والشعير والشوفان.
ويجب على المصابين بحساسية البيض تجنب تناول البيض والاطلاع على مكونات الأطعمة لتجنب ما احتوى منها على البيض، كبعض المعجنات والكيك والآيس كريم وغيرها. ومن الممكن أن يفيد غليان البيض مدة أطول بعض المصابين بهذا النوع من الحساسية. وينطبق ذلك على جميع أنواع الحساسية الأخرى كحساسية الذرة مثلًا، فإنه يجب على المصاب بها تجنب كل ما يحتوي عليه أو على أحد منتجاته.
وفي حال اجتمع لدى المريض عدة أنواع من الحساسية، فإنه سيحتاج إلى التقويم الغذائي لتعويض النقص في العناصر الغذائية، لتعويض النقص في العناصر الغذائية الناتج عن حصر المريض في نوعيات محدودة من الأطعمة. وعلى كل فإن هذه الحالة نادرة الحدوث.
- هل يوجد علاج دوائي للحساسية؟
- نعم. تستعمل مضادات الهستامين لمنع أعراض الحساسية، ويستعمل كلا من الأمينوفلين و الأدرينالين كموسع للشعب الهوائية لمنع وتنظيم ظهور الأعراض. أما الثيوفلين فإنه يوصف لمنع ظهور أعراض الأزمة وعلاجها. كما تفيد مركبات الكورتيزون في تخفيف حدة أعراض الحساسية.
- هل تناول الدواء قبل الطعام المسبب للحساسية سيمنع حدوثها؟
- لا.
- هل هناك آثار جانبية لاستخدامها؟
- نعم. وتتمثل في الغثيان والقيء والمغص والاسهال.
والآن بعد أن أجبنا على أكثر الأسئلة المتكررة حول الحساسية، يبقى لنا أن ننبه المصابين بالحساسية وذويهم بأن تجنب الأطعمة المسببة للحساسية يعد العلاج الأمثل لها. كما أن استخدام الأدوية التي تمنع ظهور أعراضها لفترة طويلة يشكل خطرًا على صحة المصاب، لذلك فإنه يجب تناولها تحت إشراف الطبيب.
*توجد بنسب عالية في الأغذية المحتوية على الكوليسترول الضار.
المصدر:
الموسوعة العربية للغذاء والتغذية